*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الرابع Ob_23610
*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الرابع 66850010
*(حق العالم)*
الايات ، الكهف : قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال
إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاءالله


صابرا ولاأعصي لك أمرا قال فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شئ حتى احدث لك منه ذكرا.
«إلى قوله تعالى» : إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قدبلغت من لدني عذرا 76

أقول : يظهر من كيفية معاشرة موسى 7 مع هذا العالم الرباني وتعلمه منه أحكام

كثيرة : من آداب التعليم والتعلم ، من متابعة العالم ، وملازمته لطلب العلم ، وكيفية
____________________
(1) أى لم ينجح.
(2) الترقوة : مقدم الحلق في أعلى الصدر حيث يترقى فيه النفس.
 
طلبه منه هذاالامر مقرونا بغاية الادب ، مع كونه 7 من اولى العزم من الرسل ، و
عدم تكليفه أن يعلمه جميع علمه بل قال : « مماعلمت ، وتأديب المعلم للمتعلم ، وأخذ

العهد منه أولا ، وعدم معصية المتعلم للمعلم ، وعدم المبادرة إلى إنكار مايراه من المعلم ، 

والصبر على مالم يحط علمه به من ذلك ، وعدم المبادرة بالسؤال في الامور الغامضة ، و
عفو العالم عن زلة المتعلم في قوله : لاتؤاخذني بمانسيت ولا ترهقني(1) من أمري عسرا.
إلى غيرذلك مما لايخفى على المتدبر.

1 ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد الازدي ، عن
أبان وغيره ، عن أبي عبدالله 7 قال : إني لارحم ثلاثة وحق لهم أن يرحموا : 

عزيز أصابته مذلة بعد العز ، وغني أصابته حاجة بعد الغنى ، وعالم يستخف به أهله و
الجهلة.


ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن
سنان ، عنه 7 مثله.

2 ـ لى : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن أبي الخطاب ، عن ابن محبوب ، عن

معاوية بن وهب ، قال : سمعت أباعبدالله الصادق 7 يقول : اطلبوا العلم وتزينوا معه

بالحلم والوقار ، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم ، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم ، ولا تكونوا

علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم.

3 ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن جعفر ، عن آبائه : أن النبي 9 قال : 
ارحموا عزيزا ذل ، وغنيا افتقر ، وعالما ضاع في زمان جهال.

4 ـ ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن أحمد بن موسى بن عمر ، عن ابن فضال ، 
عمن ذكره ، عن أبي عبدالله 7 قال : ثلاثة يشكون إلى الله عزوجل : مسجد خراب

لايصلي فيه أهله ، وعالم بين جهال ، ومصحف معلق قد وقع عليه غبار لايقرافيه.
5 ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل الشيباني ، عن مسعر بن علي بن زياد المقري ، عن
جرير بن أحمد بن مالك الايادي ، قال : سمعت العباس بن المأمون يقول : قال لي علي 

____________________
(1) أى لاتكلفنى

موسى الرضا 7 : ثلاثة موكل بها ثلاثة : تحامل الايام على ذوي الادوات الكاملة ، 

واستيلاء الحرمان على المتقدم في صنعته ، ومعاداة العوام على أهل المعرفة.

بيان : قال الفيروز آبادي : تحامل عليه : كلفه مالا يطيقه. والادوات الكاملة

كالعقل والعلم والسخاء من الكمالات التي هي وسائل السعادات ، أو الاعم منها ومما

هو من الكمالات الدنيوية كالمناصب والاموال ، أى يحمل الايام وأهلها عليهم فوق طاقتهم

ويلتمسون منهم من ذلك ما لا يطيقون ، ويحتمل أن يكون المراد جور الناس على أهل
الحق ومغلوبيتهم.

6 ـ ضه ، ل ، لى : ـ سيجيئ في خبر الحقوق عن علي بن الحسين 8 ـ : وحق

سائسك(1) بالعلم : التعظيم له ، والتوقير لمجلسه ، وحسن الاستماع إليه ، والاقبال عليه ، 
وأن لاترفع عليه صوتك ، ولا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب ، 

ولا تحدث في مجلسه أحدا ، ولا تغتاب عنده أحدا ، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء ، و

أن تستر عيوبه ، وتظهر مناقبه ، ولا تجالس له عدوا ، ولا تعادي له وليا ، فإذا فعلت
ذلك شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته وتعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس.

7 ـ ل ، مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن النوفلي ، عن السكوني

عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي : قال : قال رسول الله 9 : غريبتان

فاحتملوهما : كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها.
8 ـ ل : علي بن عبدالله الاسواري ، عن أحمد بن محمد بن قيس ، عن أبي يعقوب ، عن

علي بن خشرم ، عن عيسى ، عن أبي عبيدة ، عن محمد بن كعب قال : قال رسول الله 9 : 

إنما الخوف(2) على امتي من بعدي ثلاث خصال : أن يتأولوا القرآن على غير تأويله ، 

أو يتبعوا زلة العالم ، أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا ، وسانبئكم المخرج من
ذلك : أما القرآن فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه ، وأما العالم فانتظروا فيئه(3)
ولا تتبعوا زلته ، وأما المال فإن المخرج منه شكر النعمة وأداء حقه
____________________

(1) أى مؤدبك.
(2) وفى نسخة : أتخوف.
(3) وفى نسخة : فئته.

9 ـ سن : أبي ، عن سليمان الجعفري ، عن رجل ، عن أبي عبدالله 7 قال : كان

علي 7 يقول : إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ، ولاتجر بثوبه ، وإذا دخلت

عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا ، وخصه بالتحية دونهم ، واجلس بين يديه ، ولاتجلس

خلفه ، ولا تغمز بعينيك ، ولا تشر بيدك ، ولا تكثر من قول قال فلان وقال فلان خلافا لقوله ،

ولا تضجر بطول صحبته ، فإنما مثل العالم مثل النخلة ينتظر بها متى يسقط عليك منها

شئ ، والعالم أعظم أجرامن الصائم القائم الغازي في سبيل الله ، وإذا مات العالم ثلم في


الاسلام ثلمة لايسدها شئ إلى يوم القيامة.


بيان : قوله 7 : ولا تجر بثوبه ، كناية عن الابرام في السؤال ، والمنع عن قيامه


عند تبرمه.


10 ـ سن : أبي ، عن سعدان(1) ، عن عبدالرحيم بن مسلم(2) ، عن إسحاق بن عمار


قال : قلت لابي عبدالله 7 : من قام من مجلسه تعظيما لرجل؟ قال : مكروه إلا لرجل 


في الدين.


11 ـ سن : بعض أصحابنا رفعه قال : قال أميرالمؤمنين 7 : إذا جلست إلى


العالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول ، وتعلم حسن الاستماع كما تعلم


حسن القول ، ولا تقطع على حديثه.


12 ـ شا : روى حارث الاعور ، قال : سمعت أميرالمؤمنين 7 يقول : من حق


العالم أن لايكثر عليه السؤال ، ولا يعنت في الجواب(3) ولا يلح عليه إذا كسل ، ولايؤخذ


بثوبه إذا نهض ، ولايشار إليه بيد في حاجة ، ولايفشى له سر ، ولايغتاب عنده أحد ، و


يعظم كما حفظ أمرالله ، ويجلس المتعلم أمامه ، ولايعرض من طول صحبته ، وإذا جاءه


طالب علم وغيره فوجده في جماعة عمهم بالسلام ، وخصه بالتحية ، وليحفظ شاهدا و


غائبا ، وليعرف له حقه ، فإن العالم أعظم أجرا من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله ،


____________________
(1) هو سعدان بن مسلم المتقدم ذكره.
(2) البجلى الجريرى ، كوفى عده الشيخ من أصحاب الصادق 7.
(3) أى لايلزم العالم المتعلم مايصعب عليه أداؤه ، ويشق على المتعلم تحمله.


فإذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لايسدها إلا خلف منه ، وطالب العلم يستغفرله كل


الملائكة ، ويدعو له من في السماء والارض.


13 ـ غو : قال الصادق 7 : من أكرم فقيها مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عنه


راض ، ومن أهان فقيها مسلما لقى الله يوم القيامة وهو عليه غضبان.


14 ـ وروي عن النبي 9 أنه قال : من علم شخصا(1) مسألة فقد ملك


رقبته. فقيل له : يارسول الله أيبيعه؟ فقال : لا ولكن يأمره وينهاه.


15 ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن محمد بن معقل ، عن محمد بن الحسن بن


بنت إلياس ، عن أبيه ، عن الرضا ، عن آبائه : قال : قال رسول الله 9 : غريبان : 


كلمة حكمة من سفيه فاقبلوها ، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها ، فإنه لا حكيم إلا


ذوعثرة ، ولاسفيه إلا ذوتجربة.(2)


16 ـالدرة الباهر : قال النبي 9 : ارحموا عزيز قوم ذل ، وغنى قوم افتقر ، و


عالما تتلاعب به الجهال.(3)


17 ـ نهج : قال أميرالمؤمنين 7 : لا تجعلن ذرب لسانك على من أنطقك ، و


بلاغة قولك على من سددك.


بيان : الذرابة : حدة اللسان ، والذرب محركة : فساد اللسان ، والغرض رعاية


حق المعلم ، وماذكره ابن أبي الحديد من أن المراد بمن أنطقه ومن سدده هوالله سبحانه


فلا يخفى بعده.


18 ـ كنز الكراجكى : قال أميرالمؤمنين 7 : لاتحقرن عبدا آتاه الله علما ، 


فإن الله لم يحقره حين آتاه إياه.


19 ـ عدة : روى عبدالله بن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن جده : أنه قال : 


إن من حق المعلم على المتعلم أن لايكثر السؤال عليه ، ولايسبقه في الجواب ، ولايلح


عليه إذا أعرض ، ولا يأخذ بثوبه إذا كسل ، ولايشير إليه بيده ، ولا يغمزه بعينه ، ولا


____________________
(1) في نسخة : مسلما.
(2) تقدم الحديث باسناد آخر تحت الرقم 7.
(3) تقدم مسندا مع اختلاف تحت الرقم 3.


يشاور في مجلسه ، ولايطلب وراءه ، وأن لايقول : قال فلان خلاف قوله ، ولايفشي له


سرا ، ولايغتاب عنده ، وأن يحفظه شاهدا وغائبا ، ويعم القوم بالسلام ، ويخصه بالتحية ، 


ويجلس بين يديه ، وإن كان له حاجة سبق القوم إلى خدمته ، ولايمل من طول صحبته ، 


فإنما هو مثل النخلة تنتظر متى تسقط عليك منها منفعة ، والعالم بمنزلة الصائم المجاهد


في سبيل الله ، وإذا مات العالم انثلم(1) في الاسلام ثلمة لاتنسد إلى يوم القيامة ، وإن طالب


العلم يشيعه سبعون ألفا من مقربي السماء.


وقال ابن عباس : ذللت طالبا فعززت مطلوبا.
20 ـ وعن النبي 9 ليس من أخلاق المؤمن الملق إلا في طلب العلم.
(باب 11)
*(صفات العلماء وأصنافهم)*
الايات، الكهف : فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من

لدنا علما 65


الحج : وليعلم الذين اوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له

قلوبهم 54

فاطر : إنما يخشى الله من عباده العلماء 28
1 ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه 8 أن النبي 9 قال : 

نعم وزير الايمان العلم ، ونعم وزير العلم الحلم. ونعم وزير الحلم الرفق : ونعم وزير

الرفق اللين.

بيان : الحلم والرفق واللين وإن كانت متقاربة في المعنى لكن بينها فرق يسير ، 

فالحلم هو ترك مكافاة من يسيئ إليك والسكوت في مقابلة من يسفه عليك ، ووزيره و

معينه : الرفق أى اللطف والشفقة والاحسان إلى العباد ، فإنه يوجب أن لا يسفه عليك

ولا يسيئ إليك أكثر الناس ، ووزيره ومعينه : لين الجانب وترك الخشونة والغلظة و
إضرار الخلق. وفي الكافي : ونعم وزير الرفق الصبر. وفي بعض نسخه : العبرة.
____________________
(1) كذا فى النسخ

2 ـ ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الفارسي ، (1) عن

الجعفري ، عن أبيه ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن علي : قال : قال رسول الله 9 : 

ماجمع شئ إلى شئ أفضل من حلم إلى علم.

لى : ابن شاذويه المؤدب ، عن محمد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن هارون ، عن

ابن صدقة ، عن الصادق ، عن آبائه ، عن أميرالمؤمنين : مثله.

3 ـ ل : سليمان بن أحمد اللخمي ، عن عبدالوهاب بن خراجة ، عن أبي كريب ، عن

علي بن حفص العبسي ، عن الحسن بن الحسين العلوي ، عن أبيه الحسين بن زيد ، عن جعفر بن
محمد ، عن أبيه ، عن آبائه : قال : قال رسول الله 9 : والذي نفسي بيده ماجمع
شئ إلى شئ أفضل من حلم إلى علم.

4 ـ لى : ابن مسرور ، عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن عبدالجبار ، 

عن محمد بن زياد الازدي ، عن أبان بن عثمان ، عن ابن تغلب(2) ، عن عكرمة ، عن ابن عباس

قال : سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب 7 يقول : طلبة هذا العلم على ثلاثة أصناف

ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم : صنف منهم يتعلمون للمراء والجهل(3) ، وصنف منهم

يتعلمون للاستطالة والختل ، وصنف منهم يتعلمون للفقه والعقل(4) ، فأما صاحب المراء

والجهل تراه مؤذيا مماريا للرجال في أندية المقال ، قد تسر بل بالتخشع ، وتخلى من

الورع ، فدق الله من هذا حيزومه ، وقطع منه خيشومه. وأما صاحب الاستطالة والختل
____________________
(1) هو الحسن بن أبى الحسين الفارسى كماصرح به في الفصل الرابع ، وعلى ماهو الموجود في

الخصال المطبوع. وفى نسخة من الخصال : الحسين بن الحسن الفارسى ، ولعله الصحيح وهو المترجم
في الفهرست ، قال الشيخ في الفهرست ص 55 : الحسين بن الحسن الفارسى القمى ، له كتاب ، أخبرنا

به عدة من أصحابنا ، عن أبى المفضل ، عن ابن بطة ، عن أحمد بن أبى عبدالله ، عن الحسين بن الحسن

الفارسى.

(2) وزان تضرب ، هو أبان بن تغلب بن رباح ، أبوسعيد البكرى الجريرى ، مولى بنى جرير

ابن عبادة بن صبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكاشة بن صعب بن بكربن وائل ، وجلالة قدره ووثاقته وتبحره

في العلوم مسلمة عند العامة والخاصة ، فمن شاء أزيد من هذا فليراجع إلى مظانه.

(3) وفى نسخة : يتعلمون العلم للمراء والجدال.
(4) وفى نسخة : العمل.

فإنه يستطيل على أشباهه من أشكاله ، ويتواضع للاغنياء من دونهم ، فهو لحلوائهم

هاضم ، ولدينه حاطم(1) ، فأعمى الله من هذا بصره ، وقطع من آثار العلماء أثره ، 

صاحب الفقه والعقل(2) تراه ذا كأبة وحزن ، قد قام الليل في حندسه وقد انحنى في
برنسه ، يعمل ويخشى ، خائفا وجلا من كل أحد إلا من كل ثقة من إخوانه ، فشدالله

من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه.

5 ـ ل : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، 
عن أبي الجارود ، عن سعيد بن علاقة ، قال : قال أميرالمؤمنين 7 : طلبة «إلى آخر الخبر»

وفيه : يتعلمون العلم للمراء

بيان : روي في الكافي بأدنى تغيير بسند مرفوع عن أبي عبدالله 7.
والمراء : الجدال. والجهل : السفاهة وترك الحلم ، والختل بالفتح : الخدعة.

والاندية جمع النادي وهو مجتمع القوم ومجلسهم. والسربال : القميص ، وتسربل أى

لبس السربال. والتخشع : تكلف الخشوع وإظهاره ، وتخلا أى خلا جدا. قوله : فدق

الله من هذا أى بسبب كل واحدة من تلك الخصال ، ويحتمل أن تكون الاشارة إلى
الشخص فكلمة من تبعيضية. والحيزوم : ما استدار بالظهر والبطن ، أو ضلع الفؤاد ، أو

ما اكتنف بالحلقوم من جانب الصدر. والخيشوم : أقصى الانف. وهما كنايتان عن

إذلاله. وفي الكافي : فدق الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه. والمراد بالثاني قطع

حياته. قوله : فهو لحلوائهم. أى لاطعمتهم اللذيذة. وفي بعض النسخ لحلوانهم أى لرشوتهم.

والحطم : الكسر. والاثر : ما يبقى في الارض عند المشى ، وقطع الاثر إما دعاء عليه

بالزمانة كما ذكره الجزري ، أو بالموت ولعله أظهر. والكآبة بالتحريك والمد و
بالتسكين : سوء الحال والانكار من شدة الهم والحزن ، والمراد حزن الآخرة. و
الحندس بالكسر : الظلمة. وقوله : في حندسه بدل من الليل ، ويحتمل أن يكون

«في» بمعنى «مع» ويكون حالا من الليل. وقوله 7 : قد انحنى للركوع والسجود كائنا
في برنسه. والبرنس : قلنسوة طويلة كان يلبسها النساك في صدر الاسلام كما ذكره
____________________
(1) كذا في النسخ ، والظاهر : لدينهم.
(2) وفى نسخة : والعمل.


الجوهري ، أو كل ثوب رأسه منه ملتزق به ، من دراعة أو جبة أو ممطر أو غيره كما ذكره


الجزري. وفي الكافي : قد تحنك في برسة. قوله يعمل ويخشى أى أن لايقبل منه. قوله


7 : فشدالله من هذا أركانه ، أى أعضاءه وجوارحه ، أو الاعم منها ومن عقله وفهمه و


دينه وأركان إيمانه ، والفرق بين الصنفين الاولين بأن الاول غرضه الجاه والتفوق بالعلم ، 


والثاني غرضه المال والترفع به ، أو الاول غرضه إظهار الفضل على العوام وإقبالهم إليه ، 


والثاني قرب السلاطين والتسلط على الناس بالمناصب الدنيوية.


6 ـ ل ، ن : أبي ، عن الكميداني(1) ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي قال : قال


أبوالحسن 7 : من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت ، إن الصمت باب من أبواب


الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة ، إنه دليل على كل خير. أقول : في ل : ثلاث من


علامات.


7 ـ ما : المفيد ، عن أبي حفص عمربن محمد ، عن علي بن مهرويه ، عن داود بن سليمان


الغازي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين : قال : سمعت أميرالمؤمنين 7 يقول : 


الملوك حكام على الناس ، والعلم حاكم عليهم ، وحسبك من العلم أن تخشى الله ، وحسبك


من الجهل أن تعجب بعلمك.


بيان : حسبك من العلم أى من علامات حصوله ، وكذا الفقرة الثانية.
8 ـ مع : أبي ، عن محمد بن أبي القاسم ، عن أبي سمينة ، عن محمد بن خالد ، عن بعض


رجاله ، عن داودالرقي ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر 7 قال : قال أميرالمؤمنين 7 : 


ألا أخبركم بالفقيه حقا؟ قالوا : بلى يا أميرالمؤمنين ، قال : من لم يقنط الناس من رحمة الله


ولم يؤمنهم من عذاب الله ، ولم يرخص لهم في معاصي الله ، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى


____________________
(1) هو على بن موسى بن جعفر الكمندانى ، كان من العدة التى روى عنهم محمد بن يعقوب الكلينى ، 


عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وروى الصدوق ، عن أبيه ، عنه. وهومن مشائخ الاجازة. والكمندان


اما بفتح الكاف والميم وسكون النون وفتح الدال المهملة على ماهو المنسوب إلى النجاشى. أو فتح


الكاف وكسرالميم وسكون الياء وفتح الدال المهملة أو المعجمة ـ وهى المشهورة اليوم ـ منسوب


إلى قرية من قرى قم.




غيره ، ألا لاخيرفي علم ليس فيه تفهم ، ألا لاخيرفي قراءة ليس فيها تدبر ، ألا لاخيرفي


عبادة ليس فيها تفقه.






*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الرابع Ooo12
*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الرابع 23-isl10

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الرابع 103sd210
Phone : +201030070676
E-Mail: aba.elwaled@gmail.com
 حقوق النشر©️ رخصة المشاع الابداعي
هذا المُصنَّف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي نَسب المُصنّف - منع الاشتقاق 4.0 دولي.

منتدي #الملوك_السبعة_للروحانيات