*(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الخامس Ob_23610
	 *(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الخامس 66850010



9 ـ منية المريد : روى الحلبي في الصحيح ، عن أبي عبدالله 7 قال : قال


أميرالمؤمنين 7 : ألا اخبركم بالفقيه حق الفقيه ، من لم يقنط الناس « إلى قوله » : ألا


لاخيرفي عبادة ليس فيها تفكر.


10 ـ ل : العطار ، عن أبيه ، عن محمد بن أحمد ، عن ابن معروف ، عن ابن غزوان ، 


عن السكوني ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه 8 قال : قال رسول الله 9 : صنفان من


امتي إذا صلحا صلحت امتي ، وإذا فسدا فسدت امتي ، قيل : يارسول الله ومن هما؟


قال : الفقهاء والامراء.


11 ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن محمدبن أحمد ، عن علي بن السندي ، عن محمدبن


عمروبن سعيد ، عن موسى بن أكيل(1) قال : سمعت أباعبدالله 7 يقول : لايكون الرجل


فقيها حتى لايبالي أى ثوبيه ابتذل؟ ، وبما سدفورة الجوع؟.


بيان : ابتذال الثوب : امتهانه وعدم صونه ، والبذلة : مايمتهن من الثياب ، و


المرادأن لايبالي أى ثوب لبس؟ سواء كان رفيعا أوخسيسا ، جديدا أوخلقا ، ويمكن أن


يقرأ ابتذل على البناء للمفعول ، أى لايبالي أى ثوب من أثوابه بلى وخلق؟. وفورة الجوع : 


غليانه وشدته.


12 ـ ل : العسكري ، عن أحمد بن محمد بن اسيد الاصفهاني ، عن أحمد بن يحيى


الصوفي ، عن أبي غسان ، عن مسعود بن سعد الجعفي ، ـ وكان من خيار من أدركنا ـ عن يزيد


ابن أبي زياد ، عن مجاهد ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله 9 : أشد مايتخوف على


امتي ثلاثة : زلة عالم ، أو جدال منافق بالقرآن ، أو دينا تقطع رقابكم فاتهموها على


أنفسكم.


13 ـ ل : أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المقري ، عن محمد بن جعفر المقري ، عن محمد بن


الحسن الموصلي ، عن محمد بن عاصم الطريفي ، عن عياش بن زيد بن الحسن ، عن يزيد بن


____________________
(1) قال النجاشى في رجاله ص 291 : موسى بن أكيل النميرى كوفى ، ثقة ، روى عن أبى عبدالله 


7. له كتاب يرويه جماعة.





الحسن قال : حدثني موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد : قال : الناس على


أربعة أصناف : جاهل متردي معانق لهواه ، وعابد متقوي كلما ازداد عبادة ازداد كبرا ، 


وعالم يريد أن يوطأ عقباه ويحب محمدة الناس ، وعارف على طريق الحق يحب القيام به فهو


عاجز أومغلوب ، فهذا أمثل أهل زمانك وأرجحهم عقلا.


بيان : التردي : الهلاك ، والوقوع في المهالك التي يعسر التخلص منها كالمتردي


في البئر. وقوله 7 متقوي أى كثير القوة في العبادة ، أو غرضه من العبادة طلب القوة


والغلبة والعز ، أو من قوي كرضي إذا جاع شديدا. قوله 7 : فهو عاجز أى في بدنه ، 


أو مغلوب من السلاطين خائف. فهذا أمثل أى أفضل أهل زمانك.


14 ـ ل : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن أبي عبدالله الرازي ، 


عن ابن أبي عثمان ، عن أحمد بن عمر الحلال(1) ، عن يحيي بن عمران الحلبي ، قال : سمعت


أباعبدالله 7 يقول : سبعة يفسدون أعمالهم : الرجل الحليم ذوالعلم الكثير لايعرف


بذلك ولايذكر به ، والحكيم الذي يدبر ماله كل كاذب منكر لمايؤتي إليه ، والرجل


الذي يأمن ذا المكر والخيانة ، والسيد الفظ الذي لارحمة له ، والام التي لاتكتم عن


الولد السر وتفشي عليه ، والسريع إلى لائمة إخوانه ، والذي يجادل أخاه مخاصما له.


ايضاح : قوله لايعرف بذلك أى لاينشرعلمه ليعرف به. وقوله : منكر لمايؤتي


إليه : صفة للكاذب ، أى كلما يعطيه ينكره ولايقربه ، أو لا يعرف مااحسن إليه. قال


الفيروز آبادي : أتى إليه الشئ : ساقه إليه. وقوله : يأمن ذا المكر أى يكون آمنا منه


لايحترز من مكره وخيانته. قوله 7 : والذي يجادل أخاه أى في النسب أو في الدين.


____________________
(1) بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام : بياع الشيرج وهو دهن السمسم ، أورده النجاشى في ص 72 من رجاله وقال : أحمد بن عمر الحلال يبيع الحل يعنى الشيرج ، روى عن الرضا 7 ، وله


عنه مسائل. وقال العلامة في القسم الاول من الخلاصة : أحمد بن على الحلال ـ بالحاء غير المعجمة


واللام المشددة ـ وكان يبيع الحل وهو الشيرج ثقة ، قاله الشيخ الطوسى ; وقال : انه كان


روى الاصل ، فعندى توقف في قبول روايته لقوله هذا ، وكان كوفيا أنماطيا من أصحاب الرضا


7.





فكل هؤلاء يفسدون مساعيهم وأعمالهم بترك متمماتها ، فالعالم بترك النشر يفسد علمه ، 


وذوالمال يفسدماله بترك الحزم ، وكذا الذي يأمن ذا المكر يفسد ماله ونفسه وعزه


ودينه. والسيد الفظ الغليظ يفسد سيادته ودولته أو إحسانه إلى الخلق والام تفسد


رأفتها ومساعيها بولدها وكذا الاخيران.


15 ـ ل : العطار ، عن أبيه وسعد ، عن البرقي ، عن ابن أبي عثمان ، عن موسى بن


بكر ، عن أبي الحسن الاول ، عن أبيه 8 قال : قال أميرالمؤمنين 7 : عشرة يعنتون


أنفسهم وغيرهم : ذوالعلم القليل يتكلف أن يعلم الناس كثيرا ، والرجل الحليم ذوالعلم الكثير


ليس بذى فطنة ، والذي يطلب مالايدرك ولاينبغي له ، والكاد غيرالمتئد ، والمتئد : الذى


ليس له مع تؤدته علم ، وعالم غيرمريد للصلاح ، ومريد للصلاح وليس بعالم ، والعالم

يحب الدنيا ، والرحيم بالناس يبخل بماعنده ، وطالب العلم يجادل فيه من هو أعلم

فإذا علمه لم يقبل منه.

توضيح : قال الفيروز آبادي : العنت محركة : الفساد والاثم والهلاك ودخول


المشقة على الانسان ، وأعنته غيره. قوله : ليس بذي فطنة أى حصل علما كثيرا لكن

ليس بذي فطانة وفهم يدرك حقائقها ، فهو ناقص في جميعها. والتؤدة : الرزانة والتأني ، 

والفعل : اتأد وتوأد. أى من يكد ويجد في تحصيل أمرلكن لابالتأني بل بالتسرع
وعدم التثبت ، فهؤلاء لايحصل لهم في سعيهم سوى العنت والمشقة.

16 ـ سن : أبي ، عن فضالة ، عن أبان بن عثمان ، عن الفضل بن عبدالملك ، عن

أبي عبدالله 7 قال : إن أباجعفر 7 سئل عن مسألة فأجاب فيها ، فقال الرجل : 

إن الفقهاء لايقولون هذا ، فقال له أبي : ويحك إن الفقيه : الزاهد في الدنيا ، الراغب

في الآخرة ، المتمسك بسنة النبي 9.
17 ـ سن : الوشاء ، عن مثنى بن الوليد ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أباجعفر

7 يقول : كان في خطبة أبي ذر رحمة الله عليه : يا مبتغي العلم لا يشغلك أهل ومال عن

نفسك ، أنت يوم تفارقهم كضيف بت فيهم ثم غدوت عنهم إلى غيرهم ، الدنيا والآخرة

كمنزل تحولت منه إلى غيره ، وما بين الموت والبعث إلا كنومة نمتها ثم استيقظت

منها يا مبتغى العلم إن قلبا ليس فيه شئ من العلم كالبيت الخرب لاعامر له
بيان : لعل المراد بقوله : ما بين الموت والبعث أنه مع قطع النظر عن نعيم القبر

وعذابه فهو سريع الانقضاء ، وينتهي الامر إلى العذاب أو النعيم بغير حساب ، وإلا فعذاب

القبر ونعيمه متصلان بالدنيا ، فهذا كلام على التنزل(1) ، أو يكون هذا بالنظر إلى الملهو


عنهم لاجميع الخلق.

18 ـ مص : قال الصادق 7 : الخشية ميراث العلم ، والعلم شعاع المعرفة وقلب
الايمان ، ومن حرم الخشية لايكون عالما وإن شق الشعر في متشابهات العلم. قال الله

عزوجل : إنما يخشى الله من عباده العلماء. وآفة العلماء ثمانية أشياء : الطمع ، و


البخل ، والرياء ، والعصبية. وحب المدح ، والخوض فيما لم يصلوا إلى حقيقته ، 

والتكلف في تزيين الكلام بزوائد الالفاظ ، وقلة الحياء من الله ، والافتخار ، وترك

العمل بما علموا.

19 ـ قال عيسى بن مريم 7 : أشقى الناس من هو معروف عند الناس بعلمه

مجهول بعمله.

20 ـ قال النبى 9 : لاتجلسوا عند كل داع مدع يدعوكم من اليقين إلى الشك ، 

ومن الاخلاص إلى الرياء ، ومن التواضع إلى الكبر ، ومن النصيحة إلى العداوة ، ومن

الزهد إلى الرغبة. وتقربوا إلى عالم يدعوكم من الكبر إلى التواضع ، ومن الرياء إلى

إلاخلاص ، ومن الشك إلى اليقين ، ومن الرغبة إلى الزهد ، ومن العداوة إلى


النصيحة. ولا يصلح لموعظة الخلق إلا من خاف هذه الآفات بصدقه ، وأشرف على عيوب

الكلام ، وعرف الصحيح من السقيم وعلل الخواطر وفتن النفس والهوى.
__________________
(1) هذامنه ; عجيب فان كون الموت نوما والبعث كالانتباه عن النوم ليس مقصورا بكلام


أبى ذر ; ، والاخبار مستفيضة بذلك على ماسيأتى في ابواب البرزخ وسؤال القبر وغيرذلك ، 


بل المراد ان نسبة الموت والبرزخ إلى البعث كنسبة النوم إلى الانتباه بعده. وأعجب منه قوله

ثانيا : أو يكون هذا بالنظر إلى الملهو عنهم لا جميع الخلق ، فان ترك بعض الاموات ملهوا عنه مما

يستحيل عقلا ونقلا ، وما يشعر به من الروايات مؤول او مطروح البتة. 

21 ـ قال اميرالمؤمنين 7 كن كالطبيب الرفيق(1) الذي يدع الدواء
بحيث ينفع.

ايضاح : قوله 7 : العلم شعاع المعرفة أى هو نور شمس المعرفة ويحصل من

معرفته تعالى ، أو شعاع به يتضح معرفته تعالى ، والاخير أظهر. وقلب الايمان أى

أشرف أجزاء الايمان وشرائطه وبانتفائه ينتفي الايمان. قوله 7 : بصدقه إى خوفا

صادقا ، أو بسبب أنه صادق فيما يدعيه وفيما يعظ به الناس.

22 ـ شا : روى إسحاق بن منصور السكوني ، عن الحسن بن صالح قال : سمعت


أبا جعفر 7 يقول : ما شيب شئ أحسن من حلم بعلم.

23 ـ جا : الجعابي ، (2) عن ابن عقدة ، عن محمدبن أحمد بن خاقان ، عن سليم
الخادم ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن جعفر بن محمد 8 قال : إن صاحب الدين فكر

فعلته السكينة ، واستكان فتواضع ، وقنع فاستغنى ، ورضي بما اعطى ، وانفرد فكفى

الاحزان ، ورفض الشهوات فصار حرا ، وخلع الدنيا فتحامى الشرور ، وطرح الحقد

فظهرت المحبة ، ولم يخف الناس فلم يخفهم ، ولم يذنب إليهم فسلم منهم ، وسخط نفسه

عن كل شئ ففاز واستكمل الفضل ، وأبصر العاقبة فآمن الندامة.

بيان : فكر أى في خساسة أصله ومعائب وعاقبة أمره ، أوفي الدنيا وفنائها

ومعائبها. فعلته أى غلبت عليه السكينة واطمئنان النفس وترك العلو والفساد وعدم

الانزعاج عن الشهوات. واستكان أى خضع وذلت نفسه ، وترك التكبر فتواضع عند الخالق

____________________
(1) وفى نسخة : الشفيق.
(2) بكسر الجيم وفتح العين المهملة نسبة إلى صنع الجعاب وبيعها ، وهى جمع الجعبة ، وهى

كنانة النبل ، هو محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن يسار التميمى ، أبوبكر

المعروف بالجعابى الحافط الكوفى القاضى ، كان من أساتيد الشيخ المفيد 1 ، ترجمه العامة

والخاصة في كتبهم مع اكباره والتصديق بفضله وتبحره وحفظه وتشيعه ، قال السمعانى في انسابه بعد


ما بالغ في الثناء على علمه وحفظه : وقال أبوعمر والقاسم بن جعفر الهاشمى : سمعت الجعابى يقول : أحفظ

أربعمائة ألف حديث واذاكر بستمائة ألف ، وكانت ولادته في صفر سنة 285 ومات ببغداد في النصف

من رجب سنة 344 انتهى. وله في رجال النجاشى وغيره ذكر جميل ولعلنا نشير اليه فيما يأتى.


والخلق ، وانفرد عن علائق الدنيا فارتفعت عنه أحزانه التي كانت تلزم لتحصيلها. قوله

7 : فتحامى الشرور أى اجتنبها ، قال الجوهري : تحاماه الناس أن توقوه واجتنبوه.

قوله : عن كل شئ « عن » للبدل ، أى بدلا عن سخط كل شئ ، ولايبعد أن يكون : وسخت

نفسه. بالتاء المنقوط فصحف منهم.

24 ـ جا : أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن

مهزيار ، قال : أخبرني ابن إسحاق الخراساني ـ صاحب كان لنا ـ قال : كان أميرالمؤمنين

7 يقول : لا ترتابوا فتشكوا ، ولا تشكوا فتكفروا ، ولا ترخصوا لانفسكم فتدهنوا ، 

ولا تداهنوا في الحق فتخسروا ، وإن من الحزم أن تتفقهوا ، ومن الفقه أن لا تغتروا ، 

وإن أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه ، وإن أغشكم لنفسه أعصاكم لربه ، من يطع الله

يأمن ويرشد ، ومن يعصه يخب ويندم ، واسألوا الله اليقين ، وارغبوا إليه في العافية ، و

خيرمادار في القلب اليقين ، أيها الناس إياكم والكذب ، فإن كل راج طالب وكل


خائف هارب.

بيان : لاترتابوا أى لا تتفكروا فيما هوسبب للريب من الشبهة ، أو لا ترخصوا


لانفسكم في الريب في بعض الاشياء فإنه ينتهي إلى الشك في الدين والشك فيه كفر. و


لا ترخصوا لانفسكم في ترك الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، أو مطلق الطاعات ، فينتهي


إلى المداهنة والمساهلة في الدين. ومن الفقه أن لا تغتروا أى بالعلم والعمل أو بالدنيا و


زهراتها. قوله 7 : إياكم والكذب أى في دعوى الخوف والرجاء بلا عمل فإن كل


راج يعمل لمايرجوه وكل خائف يهرب مما يخاف منه.

25 ـ ضه : قال رسول الله 9 : علماء هذه الامة رجلان : رجل آتاه الله علما

فطلب به وجه الله والدار الآخرة وبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتربه ثمنا قليلا ، 

فذلك يستغفر له من في البحور ، ودواب البحر والبر ، والطير في جو السماء ، ويقدم على


الله سيدا شريفا ، ورجل آتاه الله علما فبخل به على عباد الله ، وأخذ عليه طمعا ، واشترى

به ثمنا قليلا ، فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار ، وينادي ملك من الملائكة على رؤوس

الاشهاد : هذا فلان بن فلان آتاه الله علما في دار الدنيا فبخل به على عباده ، حتى يفرغ

من الحساب.

منية المريد : عنه 9 مثله إلى قوله : فبخل به على عبادالله ، وأخذ عليه طمعا

واشترى به ثمنا ، وكذلك حتى يفرغ من الحساب.

26 ـ ختص : قال الرضا 7 : من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت.
27 ـ ختص : فرات بن أحنف قال : قال أميرالمؤمنين 7 : تبذل لاتشهر ، 

و؟؟ شخصك لا تذكر ، وتعلم واكتم ، واصمت تسلم ، قال : وأومأ بيده إلى صدره فقال : 
يسر الابرار ، ويغيظ الفجار.

بيان : قال الجزري : في حديث الاستسقاء : فخرج متبذلا التبذل : ترك التزين ، 

والتهيؤ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع انتهى. أقول : يحتمل هنا معنى آخر
بأن يكون المراد ابتذال النفس بالخدمة ، وارتكاب خسائس الاعمال ، والايماء إلى الصدر

لبيان تعيين الفرد الكامل من الابرار.

28 ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبدالرزاق بن سليمان ، عن الفضل بن المفضل

ابن قيس ، عن حماد بن عيسى ، عن ابن اذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس ، 
عن علي بن أبي طالب 7 قال : قال رسول الله 9 : من فقه الرجل قلة كلامه فيما
لا يعينه.

29 ـ ما : الحسين بن إبراهيم القزويني ، عن محمد بن وهبان ، عن أحمد بن إبراهيم ، 

عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، 

عن ابن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله 7 قال : إن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف


عدلا ثم خالفه إلى غيره.


بيان : أى بين للناس خيرا ولم يعمل به ، أو قبل دينا حقا وأظهره ولم يعمل

بمقتضاه.

30 ـ نوادر الراوندي : بإسناده عن موسى بن جعفر ، عن آبائه : قال : قال

رسول الله 9 : يبعث الله المقنطين يوم القيامة مغلبة وجوههم يعني غلبة السواد على البياض

فيقال لهم : هؤلاء : المقنطون من رحمة الله.
31 ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن عيسى الضرير ، عن محمد بن زكريا

المكي ، عن كثير بن طارق ، عن زيد ، عن أبيه علي بن الحسين 8 قال : سئل علي بن

أبي طالب 7 : من أفصح الناس؟ قال : المجيب المسكت عند بديهة السؤال.
32 ـ نهج : قال أميرالمؤمنين 7 في كلام له : والناس منقوصون مدخولون

إلا من عصم الله ، سائلهم متعنت ، ومجيبهم متكلف ، يكاد أفضلهم رأيا يرده عن فضل

رأيه الرضاء والسخط ، ويكاد أصلبهم عودا تنكاه اللحظة وتستحيله الكلمة الواحدة.

33 ـ وقال 7 : من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل

تعليم غيره ، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ، ومعلم نفسه ومؤد بها أحق

بالاجلال من معلم الناس ومؤدبهم.

34 ـ وقال 7 : الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ، ولم يؤيسهم

من روح الله ، ولم يؤمنهم من مكرالله.

35 ـ وقال 7 : إن أوضع العلم ما وقف على اللسان ، وأرفعه ماظهر في

الجوارح والاركان.

36 ـ وقال 7 : إن من أحب عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه فاستشعر

الحزن ، وتجلبب الخوف ، فزهر مصباح الهدى في قلبه ، وأعد القرى ليومه النازل به ،

فقرب على نفسه البعيد ، وهون الشديد ، نظر فأبصر ، وذكر فاستكثر ، وارتوى من عذب
فرات سهلت له موارده ، فشرب نهلا ، (1) وسلك سبيلا جددا ، قدخلع سرابيل الشهوات ، 
وتخلى من الهموم إلا هما واحدا انفرد به ، فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى ، 

وصار من مفاتيح أبواب الهدى ، ومغاليق أبواب الردى ، قد أبصر طريقه ، وسلك سبيله ، 

وعرف مناره ، وقطع غماره ، واستمسك من العرى بأوثقها ، ومن الحبال بأمتنها ، فهو من

اليقين على مثل ضوء الشمس ، قد نصب نفسه لله سبحانه في أرفع الامور من إصدار كل

وارد عليه ، وتصيير كل فرع إلى أصله ، مصباح ظلمات ، كشاف عشوات ، (4) مفتاح مبهمات ،
____________________
(1) بفتح النون والهاء.
(2) الجدد بفتح الجيم والدال : الارض الغليظة المستوية.
(3) وهو هم الاخرة ، ومايطلب منه الرب تعالى ، وما يوجب سعادته أو شقاوته.
(4) أى ظلمات.





	 *(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الخامس Ooo12

	 *(ثواب الهداية والتعليم ، وفضلهما ، وفضل العلماء ، وذم اضلال الناس)* الجزء الخامس 23-isl10


Phone : +201030070676
E-Mail: aba.elwaled@gmail.com
حقوق النشر :registered: www.elmlok-7.yoo7.com
منتدي الملوك السبعة للروحانيات