يقول
ابن خلدون في مقدمته : ورأينا بالعين من يصور صورة الشخص المسحور بخواص
أشياء مقابلة لما نواه وحاوله موجودة بالمسحور وأمثال تلك المعاني من
أسماء وصفات في التأليف والتفريق ثم يتكلم على تلك الصورة التي أقامها
مقام الشخص المسحور عينا أو معنى ، ثم ينفث
من ريقه بعد اجتماعه في فيه بتكرير مخارج تلك الحروف من الكلام السوء
ويعقد على ذلك المعنى في سبب أعده لذلك تفاؤلا بالعقد واللزام وأخذ العهد
على من أشرك به من الجن في نفثه في فعله ذلك استشعارًا للعزيمة بالعزم
ولتلك البينة والأسماء السيئة روح خبيثة تخرج منه مع النفخ متعلقة بريقه
الخارج من فيه بالنفث فتنزل عنها أرواح خبيثة ويقع عن ذلك بالمسحور ما
يحاوله الساحر أ.هـ.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت: كان لرسول الله غلام يهودي يخدمه يقال له لبيد بن أعصم، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي وكان النبي يذوب ولا يدري ما وجعه، فبينا رسول الله
ذات ليلة نائم إذا أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه،
فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: ما وجعه؟ قال: مطبوب. قال: من طبه؟
قال: لبيد بن أصم. قال: بم طبه؟ قال: بمشط ومشاطة وجف طلعة ذكر بذي أروان
وهي تحت راعوفة البئر. فلما أصبح رسول الله غدا ومعه أصحابه إلى البئر فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة، فإذا فيها مشط رسول الله ومن مشاطة رأسه، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله ،
وإذا فيها أبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فأتاه جبريل
بالمعوذتين فقال: يا محمد {قل أعوذ برب الفلق} وحل عقدة {من شر ما خلق}
وحل عقده حتى فرغ منها وحل العقد كلها وجعل لا ينزع إبرة إلا يجد لها ألما
ثم يجد بعد ذلك راحة، فقيل: يا رسول الله لو قتلت اليهودي فقال: قد عافاني
الله وما وراءه من عذاب الله أشد فأخرجه.
أطــراف السحــــر
1. الإنسان الساحر
2. ساحر الجن
3. شيطان السحر
4. التابع (الرصد)
5. طالب السحر
6. الإنسان المسحور
الإنسان الساحر:
ساحر الإنس هو في الحقيقة شيطان من شياطين الإنس ، لا يحب الخير أبدا ،
يركع ويسجد لشياطين الجن من دون الله ، نُزعت الرأفة والرحمة من قلبه ،
همه المال والشهوة وإرضاء أسياده من شياطين الجن ، قذر نجس الباطن والظاهر
، كافر بالله بل لابد لساحر الإنس أن يكفر بالله حتى يكون ساحرا ، يقوله
الله تعالى :" وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا
نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ " الآية ، يلعن ذات الله ويسب رسوله ،
ويكتب والعياذ بالله بعض آيات القران الكريم بمداد نجس ويستنجي بأوراقه ،
ويصنع منها حذاء له ، ويطأ المصحف بل يتغوط ويبول عليه ، وعقابه الشرعي
ضربة بالسيف تستأصل رقبته من بدنه .
علامات يعرف بـها السحرة: يقول الشيخ
وحيد عبد السلام بالي في كتابه صاحب كتاب الصارم البتار: إذا وجدت علامة
واحدة من هذه العلامات في أحد المعالجين فهو من الدجالين والمشعوذين ومن
الكهان والعرافين وهو من السحرة بلا أدنى ريب ، وهذه العلامات هي:
(1) يسأل المريض عن اسمه واسم أمه.
(2) يأخذ أثرا من آثار المريض ( ثوب قلنسوة منديل).
(3) أحيانا يطلب حيوانا بصفات معينة ليذبح ولا يذكر اسم الله عليه.
(4) كتابة الطلاسم أو تلاوة العزائم الغير مفهومة.
(5) إعطاء المريض حجابا يحتوي على مربعات بداخلها حروف أو أرقام.
(6) يأمر المريض بأن يعتزل الناس فتره معينه في غرفة لا تدخلها شمس ويسميها العامة الحاجبة.
(7) أحيانا يطلب من المريض أن لا يمس الماء لمدة معينه.
( يعطي المريض أشياء يدفنها في الأرض.
(9) يعطي المريض أوراقا يحرقها ويتبخر بها.
(10) أحيانا يخبر المريض باسـمه واسم أمه وبلده ومشكلته.
(11) يطلب طلبات منكره كأن يقول لا تمس المصحف ، أو لا تقرأ القران ، أو لا تصلِ ، أو استمع إلى الموسيقى .
فإذا علمت أن الرجل ساحرٌ فإياك والذهاب إليه ، وإلا ينطبق عليك قول النبي َ
مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ
أَرْبَعِينَ لَيْلَة )(رواه أحمد). وفي رواية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وَالْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ أنه قَالَ ( مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ )(رواه مسلم).
ساحر الجن :يقول سبحانه وتعالى: "
وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا
كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ
السّحْرَ " الآية . ساحر الجن شيطان من الشياطين الأبالسة ، تمرس وتمرن
لسنين طويلة على أعمال الشر والفتنة والشرك والكفر بالله ، خبير بطرق
وأساليب السحر والتفريق والأذى ، يوحي إلى وليه ساحر الإنس بخبراته
وتجاربه وطرق وكيفية عمل السحر .
شيطان السحر أو خادم السحر :الإنسان
الساحر يتقرب ويتودد ويتحبب إلى كبار عفاريت ومردة الشيطان بفعل كل أنواع
الكفر والشرك والفسوق والعصيان ، فتعينه الشياطين وتجعل تحت إمرته وخدمته
كثيراً من الجن الأشرار على اختلاف أصنافهم وطرائقهم ، من أجل أن يستخدمهم
في إيقاع الضر بالإنسان المسحور .
خادم السحر ( المرسل ) : إذا كان شيطان السحر مرسلا فهذا يعني أنه يمكنه
الخروج من جسد المصاب ، ولو شدد عليه بالقراءة يخرج صاغرا ، وربما أرجعه
الساحر وقد يخون ويعود من نفسه ، وأغلب شياطين السحر المرسلة هي من المدد
الشيطاني الذي يمد به ساحر الجن الى الموكل بالسحر عندما يعجز عن تنفيذ
أوامر السحر .
خادم السحر ( المربوط ) : يكون الشيطان مربوطا
ومقيدا بالسحر حتى لا يترك المسحور لأي سبب من الأسباب فهو لا يستطيع
الخروج من جسم المسحور وقت القراءة ولا بعدها ، حتى يبطل الله سحره .
التـابع ( الرصد) :لا بد من ذكر
حقيقة هامة ، وهي أن كل سحر لابد من متابعته بجن آخر يكون همزة وصل بين
الساحر والجن الموجود مع المسحور ينقل إلى الساحر أخبار هذا الجن وينقل
تعليمات الساحر إليه ، وايضاً يساعد الموكل بالسحر بالمعاضدة والنصح
والتاثير على الآخرين ، وغالبا ما يكون هذا التابع أقوى من الموكل بالسحر
وعنده من العلم والدراية خاصة في علاج الجن ، حيث أن بعض الجن يصاب أو
يمرض أو يؤذى من الراقي فيأتي هذا التابع لعلاجه أو استدعاء آخرين إذا لم
يستطع علاجه بنفسه والله أعلم.
الإنسان طالب السحر:طالب السحر :
إنسان حاقد ، ظالم ، جاهل ، جبان يعمل بالخفاء ، إذا أراد أن ينتقم من
إنسان آخر ذهب إلى عدو الله الساحر فيطلب منه أن يفرق بين فلان وفلانه أو
أن لا يجعل فلانة تتزوج من فلان أو أن ينفر فلان من أهل بيته ومجتمعه
وعمله .. الخ ، يخسر دينه ويغضب ربه ويقحم نفسه في نار جهنم والعياذ بالله
يقول الله تعالى : " وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي
الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ
كَانُواْ يَعْلَمُونَ" . ويقول رسول الله
: ( ليس منا من تَطير أو تُطير له أو تكهن أو تُكهن له أو سحر أو سُحر له
) رواه البزار ، ويقول عليه الصلاة والسلام : ( اجتنِبوا السّبعَ
الموبقات. قالوا: يا رسولَ اللهِ وما هُنّ ؟ قال: الشّركُ باللهِ,
والسّحرُ, وقتْلُ النّفسِ التي حَرّمَ اللهُ إلاّ بالحقّ ، وأكلُ الرّبا ،
وأكلُ مالِ اليَتيم ، والتّولّي يوم الزّحفِ، وقذفُ المُحصناتِ المؤمناتِ
الغافِلاتِ) رواه الشيخان . إن عمل السحر ظلم عظيم والله سبحانه وتعالى
يقول: " وَلاَ تَحْسَبَنّ اللّهَ غَافِلاً عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ
إِنّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ "
[المؤمنون:42].
وكم أعجب من استخفاف من يدبر السحر من عقوبة الله وهو شديد العقاب، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ
مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجّلَ اللهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ
فِي الدّنْيَا مَعَ مَا يَدّخِرُ لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ
وَقَطِيعَةِ الرّحِمِ ) .رواه ابن ماجة والترمذي وأحمد . ولعن رسول الله العاضهة والمستعضهة. يعني: بالعاضهة: الساحرة، وبالمستعضهة: التي تسألها أن تسحر لها .
يعلم من يطلب السحر أنه يعمل عملا يغضب الله سبحانه وتعالى ، يعمل عملا
يدخله نار جهنم من أجل ماذا !؟. من أجل أن لا تتزوج فلانة من فلان أو حسدا
لماذا لا يتزوج فلان من فلانه ، لماذا هم أغنياء ونحن فقراء أو حسدا لماذا
أبناء فلانة متفوقون في دراستهم وأعمالهم … الخ. يقول اللَّهُ تَعَالَى:"
وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الذِينَ
فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ
فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ".
يقول رَسُولُ اللَّهِ
"إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ
يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً
مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ
كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ
وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ". رواه البخاري
فليتقِ الله من يتعامل مع هؤلاء السحرة لعنهم الله ، وليستغفر الله ويتوب
إليه ، وليبطل ما عمل من السحر ، وليكثر من الطاعات والاستغفار لعل الله
أن يتوب عليه ، يقول الله تعالى في سورة آل عمران : " وَالّذِينَ إِذَا
فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوَاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ
فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ اللّهُ
وَلَمْ يُصِرّواْ عَلَىَ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" ، ويقول تعالى
في سورة المائدة" فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنّ
اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ " . وليحذر ويتقي
دعوة المظلوم فإنها مستجابة .
أخرج البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ
بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ
فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ، وعند الترمذي
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالإمَامُ
الْعَادِلُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ
الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ
وَعِزَّتِي لأنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ .
*وأحب أن أنبه طالب السحر إلى بعض الأمور التالية*•
إن عمل السحر بغي ومكر سيئ ، وجاء في الحديث "والله ثلاث مـن كـن فيه فهي
راجعة على صاحبها البغي، والمكر، والنكث " ، أي فشرها يعود عليه ، ثم قرأ
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "اسْتِكْبَاراً فِي الأرْضِ وَمَكْرَ
السّيّىءِ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السّيّىءُ إِلاّ بِأَهْلِه " ، وقرأ "
يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم" وقرأ "فمن نكث فإنما ينكث على نفسه"
• قد ينعكس السحر عليك ، وهذا يحصل أحيانا .
• غضب الجبار ، يقول سبحانه وتعالى : " وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ
اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ
بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ" البقرة 102.
• قد يُكشف الله أمرك ويفضحك في الدنيا قبل الآخرة .
• قد لا يحكم السحر بالمسحور ، "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله".
• لو حكم السحر بالمسحور فإنه ليس بالضرورة أن تنفذ أوامر السحر ، يقول تعالى: ( وَلاَ يُفْلِحُ السّاحِرُ حَيْثُ أَتَىَ ) .الإنسان المسحور:
إنسان مبتلى بسحر من سحره ، فينبغي عليه الصبر على البلاء وليحتسب الأجر
والمغفرة عند الله ، وليتخذ من الأسباب الشرعية المباحة في علاج نفسه
وإبطال سحره وليرفع أكف الضراعة وليلح في الدعاء فان الله سبحانه وتعالى
يقول :" أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السّوَءَ
وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَآءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مّعَ اللّهِ قَلِيلاً مّا
تَذَكّرُونَ "{ [النمل:62] .
تأثير السحر في المسحـوريقول صاحب كتاب البديل الإسلامي يأخذ التأثير الذي يسببه السحر في المسحور ثلاثة أشكال :
1_ التأثير الخارجي : يشعر المسحور في هذه الحالة بأشياء يراها ويسمعها
وتوقظه من نومه وتحرك سريره ، وتخيفه ، وفي هذه الحالة تكون الشياطين
المحدثة للسحر خارج جسم المسحور.
2_ التأثير الداخلي : يكون تأثير السحر في هذا النوع من داخل الجسم ويحدث هذا عندما يكون خادم السحر متسلطا على الجسم ، يقول إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الانْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ.
3_ التأثير المشـترك : يكون تأثير السحر خارجياً وداخلياً.أ.هـ.
السحر من حيث تأثيره في الآخرين
تأثير السحر يكون موجها في المقام الأول إلى المراد سحره فقط ولكن في بعض
حالات السحر يكون التأثير من القوة بمكان بحيث يتأثر المسحور والناظر إليه
والسحر الذي يحدث تأثيره في المسحور وحده نسميه سحرا لازما .. أما إذا أثر
في المسحور ومن ينظر إليه أو من يقيم معه فإنه يكون سحرا متعديا .
السحر المركب ( المعقد ) : في بعض حالات السحر
تصل القسوة بالساحر لدرجة أن يسحر الجن الذي سيقوم بإحداث الضرر في
المسحور ، وفي هذه الحالة يسمى السحر مركبا لأن السحر عمل مرتين ، مرة
للجن ومرة للإنس .أ.هـ.
ماهي المدة التي يؤثر فيها السحر على المسحور ومدة علاجه ؟.
تتوقف مدة تأثير السحر على المسحور من بعد إذن الله تعالى على أمرين :
1) معرفة الساحر لأصول السحر .
2) الشرط والفترة التي اتفق عليها الساحر وطالب السحر .
3) سلامة مادة السحر من التلف ولذلك تغلف السحرة مادة السحر بأغلفة تحفظها
من التحلل والتلف كالأوراق والاقمشة حتى لا تبطل ويتوقف تأثيرها .
وعموما يوجد من السحر ما يستمر مفعوله لبضعة أسابيع أو بضعة أشهـر ثم يبطل
إلا إذا تكرر العمل ، ويكون تكرار العمل إما عن طريق طالب السحر أو عن
طريق الساحر نفسه ، ومن السحر ما يستمر حتى موت المسحور . أما بالنسبة
لمدة علاج وشفاء المسحور من السحر ، فلا يوجد في علاج الأمراض عموما مدة
معينة للشفاء ، لأن الشفاء بيد الشافي سبحانه وتعالى ، ولكن من خلال
الاستقراء والمتابعة والتجربة يلاحظ أنه في الغالب إذا كان السحر قديما
فمدة العلاج تكون أطول ، وانهماك المسحور في المعاصي من شأنه تأخير فترة
العلاج ، إذا كان في جسد المسحور عددٌ من شياطين السحر هذا من شأنه أيضا
تأخير فترة العلاج ، وشياطين السحر في الغالب من الشياطين المتمردة
المتفلته من الكفرة الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، وقد يكون
الساحر أخذ العهد عليهم بأن لا يحضروا ولا يتكلموا ولا يخبروا عن مكان
السحر ولا عن اسم من عمل السحر، بل أن بعض السحرة لعنهم الله تحصن شياطين
السحر ببعض العزائم والدعوات الكفرية التي تجعل خادم السحر يتحمل أطول مدة
ممكنة وكذلك الحال بالنسبة للسحر نفسه فبعض السحرة تدعمه بالأحجبة
والأغلفة والرصد فيكون أكثر تعقيداً .
لذلك أرى والله أعلم أنه ينبغي على المعالج أن يقرأ على المسحور بنية
إبطال السحر مع تكرار قراءة آيات السحر على المصاب والآيات التي في مضمون
معناها تعاكس أوامر السحر وبذلك يكون المعالج قد أصاب عدة مصالح :
1. إبطال السحر أو بعض عقـده وبذلك يجـد المسـحور خفـة وراحة بعـد كـل قـراءة .
2. تعذيب وحرق شياطين السحر ولـو لم ينـوي المعالج ذلك حيث أن خادم السحر
يتعذب عند قراءة آيات السحر أو القراءة بنية إبطال السـحر ، وعند تحرك
السحر وعند تفكك السحر وعند استفراغ السحر.
3. فـك ربط وسـحر شيطان السـحر فيتحرر من قيود السـحر . إن السحر إذا كان
شديداً فإنه يكبت الموكل بالسحر ، فيكون مقيد ومكبل بعقد السحر فيحول بينه
و بين سهولة الحضور ، ولا يكون هم الموكل بالسحر في هذه المرحلة إلا تنفيذ
أوامر السحر .
4. المحافظة على الوقت وعدم إضـاعته بقراءة آيات العذاب والهلاك والمـوت
والحرق التي يقتصـر تأثيرها والله اعلم على الشياطين دون الســحر .
5. السحر يحكم على خادم السحر بكراهية المسحور حتى لا يرحـمه ويبالغ في أذيته ، وفي إبطال السحر المركب أو بعضه تخفيف على المسحور .
6. إذا ما ضعف السـحر قل عناد الشيطان الموكل بالسـحر وكان التعامل معه أيسـر.
7. عدم إظهار التحدي واستثارة الشيطان. وإنه من الأمور المهمة مراعاة
نفسية المريض وإنك إذا ما تعاملت مع الجان بطريقة التحدي والإهانة والحرق
والتعذيب فإنه سوف ينزعج ويتأثر نفسياً ثم يطابق نفسيته مع نفسية المريض ،
فيخرج المريض منك وهو متعب النفسية ويبقى على هذه الحال لعدة أيام ، ما لم
يقرأ عليه ويصرف الجان عن نفسيته.
8. عدم تفلت الشيطان والانتقام من المريض .
9. ترغيب المريض على مواصلة الرقية .
10. تجريد الشيطان من السلاح الذي يستطيل به على المريض ( السحر ).
أحيانا يتطلب الحال إلى القراءة بنية الحرق ، حيث أنني لاحظت كثيراً من
الشياطين تخرج السحر عند آيات العذاب حتى لا تهلك ، أو لشدة العذاب لا
تستطيع السيطرة على السحر وإمساكه من الخروج ، وكذلك يُقرأ بنية الحرق في
حالة تمرد وتفلت الشياطين على المصاب بشكل لا يمكن الصبر عليه ، أو في
حالة متابعة الساحر وتحديه للمعالج وتجديده للسحر ، ففي هذه الحالة تكون
القراءة والدعاء والتضرع بأن يهلك الله الساحر وقواته من المردة والعفاريت
، ولكن إذا كنت تريد حرق الشيطان فينبغي أن تكون مدة القراءة طويلة ولا
تكون قرب موعد للصلاة حتى لا تتوقف عن القراءة ، لأنه في الغالب يحتاج
الراقي إلى بضع ساعات لتعذيب وحرق شياطين السحر ، فاختر الوقت المناسب
بحيث لا تخرج من الجلسة إلا وقد هلك كل جبار عنيد بإذن الله تعالى ، وأرى
أن لا يقرأ على المسحور بنية تعذيب خادم السحر في بداية العلاج وذلك أن
الشياطين قد تتفلت على المسحور وتؤذيه لسببين ، الأول أنها تعمل بدافع
السحر ومع القراءة يتبيغ ( يهيج ) السحر فيكون تأثيره أشد ، السبب الثاني
أن خادم السحر لم يضعف بعد والله أعلم
تم
شمهورش ابا الوليد
ابن خلدون في مقدمته : ورأينا بالعين من يصور صورة الشخص المسحور بخواص
أشياء مقابلة لما نواه وحاوله موجودة بالمسحور وأمثال تلك المعاني من
أسماء وصفات في التأليف والتفريق ثم يتكلم على تلك الصورة التي أقامها
مقام الشخص المسحور عينا أو معنى ، ثم ينفث
من ريقه بعد اجتماعه في فيه بتكرير مخارج تلك الحروف من الكلام السوء
ويعقد على ذلك المعنى في سبب أعده لذلك تفاؤلا بالعقد واللزام وأخذ العهد
على من أشرك به من الجن في نفثه في فعله ذلك استشعارًا للعزيمة بالعزم
ولتلك البينة والأسماء السيئة روح خبيثة تخرج منه مع النفخ متعلقة بريقه
الخارج من فيه بالنفث فتنزل عنها أرواح خبيثة ويقع عن ذلك بالمسحور ما
يحاوله الساحر أ.هـ.
وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة قالت: كان لرسول الله غلام يهودي يخدمه يقال له لبيد بن أعصم، فلم تزل به يهود حتى سحر النبي وكان النبي يذوب ولا يدري ما وجعه، فبينا رسول الله
ذات ليلة نائم إذا أتاه ملكان فجلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه،
فقال الذي عند رأسه للذي عند رجليه: ما وجعه؟ قال: مطبوب. قال: من طبه؟
قال: لبيد بن أصم. قال: بم طبه؟ قال: بمشط ومشاطة وجف طلعة ذكر بذي أروان
وهي تحت راعوفة البئر. فلما أصبح رسول الله غدا ومعه أصحابه إلى البئر فنزل رجل فاستخرج جف طلعة من تحت الراعوفة، فإذا فيها مشط رسول الله ومن مشاطة رأسه، وإذا تمثال من شمع تمثال رسول الله ،
وإذا فيها أبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فأتاه جبريل
بالمعوذتين فقال: يا محمد {قل أعوذ برب الفلق} وحل عقدة {من شر ما خلق}
وحل عقده حتى فرغ منها وحل العقد كلها وجعل لا ينزع إبرة إلا يجد لها ألما
ثم يجد بعد ذلك راحة، فقيل: يا رسول الله لو قتلت اليهودي فقال: قد عافاني
الله وما وراءه من عذاب الله أشد فأخرجه.
أطــراف السحــــر
1. الإنسان الساحر
2. ساحر الجن
3. شيطان السحر
4. التابع (الرصد)
5. طالب السحر
6. الإنسان المسحور
الإنسان الساحر:
ساحر الإنس هو في الحقيقة شيطان من شياطين الإنس ، لا يحب الخير أبدا ،
يركع ويسجد لشياطين الجن من دون الله ، نُزعت الرأفة والرحمة من قلبه ،
همه المال والشهوة وإرضاء أسياده من شياطين الجن ، قذر نجس الباطن والظاهر
، كافر بالله بل لابد لساحر الإنس أن يكفر بالله حتى يكون ساحرا ، يقوله
الله تعالى :" وَمَا يُعَلّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتّىَ يَقُولاَ إِنّمَا
نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ " الآية ، يلعن ذات الله ويسب رسوله ،
ويكتب والعياذ بالله بعض آيات القران الكريم بمداد نجس ويستنجي بأوراقه ،
ويصنع منها حذاء له ، ويطأ المصحف بل يتغوط ويبول عليه ، وعقابه الشرعي
ضربة بالسيف تستأصل رقبته من بدنه .
علامات يعرف بـها السحرة: يقول الشيخ
وحيد عبد السلام بالي في كتابه صاحب كتاب الصارم البتار: إذا وجدت علامة
واحدة من هذه العلامات في أحد المعالجين فهو من الدجالين والمشعوذين ومن
الكهان والعرافين وهو من السحرة بلا أدنى ريب ، وهذه العلامات هي:
(1) يسأل المريض عن اسمه واسم أمه.
(2) يأخذ أثرا من آثار المريض ( ثوب قلنسوة منديل).
(3) أحيانا يطلب حيوانا بصفات معينة ليذبح ولا يذكر اسم الله عليه.
(4) كتابة الطلاسم أو تلاوة العزائم الغير مفهومة.
(5) إعطاء المريض حجابا يحتوي على مربعات بداخلها حروف أو أرقام.
(6) يأمر المريض بأن يعتزل الناس فتره معينه في غرفة لا تدخلها شمس ويسميها العامة الحاجبة.
(7) أحيانا يطلب من المريض أن لا يمس الماء لمدة معينه.
( يعطي المريض أشياء يدفنها في الأرض.
(9) يعطي المريض أوراقا يحرقها ويتبخر بها.
(10) أحيانا يخبر المريض باسـمه واسم أمه وبلده ومشكلته.
(11) يطلب طلبات منكره كأن يقول لا تمس المصحف ، أو لا تقرأ القران ، أو لا تصلِ ، أو استمع إلى الموسيقى .
فإذا علمت أن الرجل ساحرٌ فإياك والذهاب إليه ، وإلا ينطبق عليك قول النبي َ
مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ
أَرْبَعِينَ لَيْلَة )(رواه أحمد). وفي رواية عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وَالْحَسَنِ عَنِ النَّبِيِّ أنه قَالَ ( مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ )(رواه مسلم).
ساحر الجن :يقول سبحانه وتعالى: "
وَاتّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشّيَاطِينُ عَلَىَ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا
كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنّ الشّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلّمُونَ النّاسَ
السّحْرَ " الآية . ساحر الجن شيطان من الشياطين الأبالسة ، تمرس وتمرن
لسنين طويلة على أعمال الشر والفتنة والشرك والكفر بالله ، خبير بطرق
وأساليب السحر والتفريق والأذى ، يوحي إلى وليه ساحر الإنس بخبراته
وتجاربه وطرق وكيفية عمل السحر .
شيطان السحر أو خادم السحر :الإنسان
الساحر يتقرب ويتودد ويتحبب إلى كبار عفاريت ومردة الشيطان بفعل كل أنواع
الكفر والشرك والفسوق والعصيان ، فتعينه الشياطين وتجعل تحت إمرته وخدمته
كثيراً من الجن الأشرار على اختلاف أصنافهم وطرائقهم ، من أجل أن يستخدمهم
في إيقاع الضر بالإنسان المسحور .
خادم السحر ( المرسل ) : إذا كان شيطان السحر مرسلا فهذا يعني أنه يمكنه
الخروج من جسد المصاب ، ولو شدد عليه بالقراءة يخرج صاغرا ، وربما أرجعه
الساحر وقد يخون ويعود من نفسه ، وأغلب شياطين السحر المرسلة هي من المدد
الشيطاني الذي يمد به ساحر الجن الى الموكل بالسحر عندما يعجز عن تنفيذ
أوامر السحر .
خادم السحر ( المربوط ) : يكون الشيطان مربوطا
ومقيدا بالسحر حتى لا يترك المسحور لأي سبب من الأسباب فهو لا يستطيع
الخروج من جسم المسحور وقت القراءة ولا بعدها ، حتى يبطل الله سحره .
التـابع ( الرصد) :لا بد من ذكر
حقيقة هامة ، وهي أن كل سحر لابد من متابعته بجن آخر يكون همزة وصل بين
الساحر والجن الموجود مع المسحور ينقل إلى الساحر أخبار هذا الجن وينقل
تعليمات الساحر إليه ، وايضاً يساعد الموكل بالسحر بالمعاضدة والنصح
والتاثير على الآخرين ، وغالبا ما يكون هذا التابع أقوى من الموكل بالسحر
وعنده من العلم والدراية خاصة في علاج الجن ، حيث أن بعض الجن يصاب أو
يمرض أو يؤذى من الراقي فيأتي هذا التابع لعلاجه أو استدعاء آخرين إذا لم
يستطع علاجه بنفسه والله أعلم.
الإنسان طالب السحر:طالب السحر :
إنسان حاقد ، ظالم ، جاهل ، جبان يعمل بالخفاء ، إذا أراد أن ينتقم من
إنسان آخر ذهب إلى عدو الله الساحر فيطلب منه أن يفرق بين فلان وفلانه أو
أن لا يجعل فلانة تتزوج من فلان أو أن ينفر فلان من أهل بيته ومجتمعه
وعمله .. الخ ، يخسر دينه ويغضب ربه ويقحم نفسه في نار جهنم والعياذ بالله
يقول الله تعالى : " وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي
الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ
كَانُواْ يَعْلَمُونَ" . ويقول رسول الله
: ( ليس منا من تَطير أو تُطير له أو تكهن أو تُكهن له أو سحر أو سُحر له
) رواه البزار ، ويقول عليه الصلاة والسلام : ( اجتنِبوا السّبعَ
الموبقات. قالوا: يا رسولَ اللهِ وما هُنّ ؟ قال: الشّركُ باللهِ,
والسّحرُ, وقتْلُ النّفسِ التي حَرّمَ اللهُ إلاّ بالحقّ ، وأكلُ الرّبا ،
وأكلُ مالِ اليَتيم ، والتّولّي يوم الزّحفِ، وقذفُ المُحصناتِ المؤمناتِ
الغافِلاتِ) رواه الشيخان . إن عمل السحر ظلم عظيم والله سبحانه وتعالى
يقول: " وَلاَ تَحْسَبَنّ اللّهَ غَافِلاً عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ
إِنّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأبْصَارُ "
[المؤمنون:42].
وكم أعجب من استخفاف من يدبر السحر من عقوبة الله وهو شديد العقاب، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ
مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجّلَ اللهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ
فِي الدّنْيَا مَعَ مَا يَدّخِرُ لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ
وَقَطِيعَةِ الرّحِمِ ) .رواه ابن ماجة والترمذي وأحمد . ولعن رسول الله العاضهة والمستعضهة. يعني: بالعاضهة: الساحرة، وبالمستعضهة: التي تسألها أن تسحر لها .
يعلم من يطلب السحر أنه يعمل عملا يغضب الله سبحانه وتعالى ، يعمل عملا
يدخله نار جهنم من أجل ماذا !؟. من أجل أن لا تتزوج فلانة من فلان أو حسدا
لماذا لا يتزوج فلان من فلانه ، لماذا هم أغنياء ونحن فقراء أو حسدا لماذا
أبناء فلانة متفوقون في دراستهم وأعمالهم … الخ. يقول اللَّهُ تَعَالَى:"
وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الذِينَ
فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ
فِيهِ سَوَاءٌ أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ".
يقول رَسُولُ اللَّهِ
"إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ
يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً
مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَبْعثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ
كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ
وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ". رواه البخاري
فليتقِ الله من يتعامل مع هؤلاء السحرة لعنهم الله ، وليستغفر الله ويتوب
إليه ، وليبطل ما عمل من السحر ، وليكثر من الطاعات والاستغفار لعل الله
أن يتوب عليه ، يقول الله تعالى في سورة آل عمران : " وَالّذِينَ إِذَا
فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوَاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ
فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ اللّهُ
وَلَمْ يُصِرّواْ عَلَىَ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ" ، ويقول تعالى
في سورة المائدة" فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنّ
اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنّ اللّهَ غَفُورٌ رّحِيمٌ " . وليحذر ويتقي
دعوة المظلوم فإنها مستجابة .
أخرج البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ
بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ
فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ، وعند الترمذي
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
ثَلاثَةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمُ الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالإمَامُ
الْعَادِلُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ
الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ
وَعِزَّتِي لأنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا
حَدِيثٌ حَسَنٌ .
*وأحب أن أنبه طالب السحر إلى بعض الأمور التالية*•
إن عمل السحر بغي ومكر سيئ ، وجاء في الحديث "والله ثلاث مـن كـن فيه فهي
راجعة على صاحبها البغي، والمكر، والنكث " ، أي فشرها يعود عليه ، ثم قرأ
رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "اسْتِكْبَاراً فِي الأرْضِ وَمَكْرَ
السّيّىءِ وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السّيّىءُ إِلاّ بِأَهْلِه " ، وقرأ "
يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم" وقرأ "فمن نكث فإنما ينكث على نفسه"
• قد ينعكس السحر عليك ، وهذا يحصل أحيانا .
• غضب الجبار ، يقول سبحانه وتعالى : " وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ
اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ
بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ" البقرة 102.
• قد يُكشف الله أمرك ويفضحك في الدنيا قبل الآخرة .
• قد لا يحكم السحر بالمسحور ، "وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله".
• لو حكم السحر بالمسحور فإنه ليس بالضرورة أن تنفذ أوامر السحر ، يقول تعالى: ( وَلاَ يُفْلِحُ السّاحِرُ حَيْثُ أَتَىَ ) .الإنسان المسحور:
إنسان مبتلى بسحر من سحره ، فينبغي عليه الصبر على البلاء وليحتسب الأجر
والمغفرة عند الله ، وليتخذ من الأسباب الشرعية المباحة في علاج نفسه
وإبطال سحره وليرفع أكف الضراعة وليلح في الدعاء فان الله سبحانه وتعالى
يقول :" أَمّن يُجِيبُ الْمُضْطَرّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السّوَءَ
وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَآءَ الأرْضِ أَإِلَهٌ مّعَ اللّهِ قَلِيلاً مّا
تَذَكّرُونَ "{ [النمل:62] .
تأثير السحر في المسحـوريقول صاحب كتاب البديل الإسلامي يأخذ التأثير الذي يسببه السحر في المسحور ثلاثة أشكال :
1_ التأثير الخارجي : يشعر المسحور في هذه الحالة بأشياء يراها ويسمعها
وتوقظه من نومه وتحرك سريره ، وتخيفه ، وفي هذه الحالة تكون الشياطين
المحدثة للسحر خارج جسم المسحور.
2_ التأثير الداخلي : يكون تأثير السحر في هذا النوع من داخل الجسم ويحدث هذا عندما يكون خادم السحر متسلطا على الجسم ، يقول إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الانْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ.
3_ التأثير المشـترك : يكون تأثير السحر خارجياً وداخلياً.أ.هـ.
السحر من حيث تأثيره في الآخرين
تأثير السحر يكون موجها في المقام الأول إلى المراد سحره فقط ولكن في بعض
حالات السحر يكون التأثير من القوة بمكان بحيث يتأثر المسحور والناظر إليه
والسحر الذي يحدث تأثيره في المسحور وحده نسميه سحرا لازما .. أما إذا أثر
في المسحور ومن ينظر إليه أو من يقيم معه فإنه يكون سحرا متعديا .
السحر المركب ( المعقد ) : في بعض حالات السحر
تصل القسوة بالساحر لدرجة أن يسحر الجن الذي سيقوم بإحداث الضرر في
المسحور ، وفي هذه الحالة يسمى السحر مركبا لأن السحر عمل مرتين ، مرة
للجن ومرة للإنس .أ.هـ.
ماهي المدة التي يؤثر فيها السحر على المسحور ومدة علاجه ؟.
تتوقف مدة تأثير السحر على المسحور من بعد إذن الله تعالى على أمرين :
1) معرفة الساحر لأصول السحر .
2) الشرط والفترة التي اتفق عليها الساحر وطالب السحر .
3) سلامة مادة السحر من التلف ولذلك تغلف السحرة مادة السحر بأغلفة تحفظها
من التحلل والتلف كالأوراق والاقمشة حتى لا تبطل ويتوقف تأثيرها .
وعموما يوجد من السحر ما يستمر مفعوله لبضعة أسابيع أو بضعة أشهـر ثم يبطل
إلا إذا تكرر العمل ، ويكون تكرار العمل إما عن طريق طالب السحر أو عن
طريق الساحر نفسه ، ومن السحر ما يستمر حتى موت المسحور . أما بالنسبة
لمدة علاج وشفاء المسحور من السحر ، فلا يوجد في علاج الأمراض عموما مدة
معينة للشفاء ، لأن الشفاء بيد الشافي سبحانه وتعالى ، ولكن من خلال
الاستقراء والمتابعة والتجربة يلاحظ أنه في الغالب إذا كان السحر قديما
فمدة العلاج تكون أطول ، وانهماك المسحور في المعاصي من شأنه تأخير فترة
العلاج ، إذا كان في جسد المسحور عددٌ من شياطين السحر هذا من شأنه أيضا
تأخير فترة العلاج ، وشياطين السحر في الغالب من الشياطين المتمردة
المتفلته من الكفرة الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، وقد يكون
الساحر أخذ العهد عليهم بأن لا يحضروا ولا يتكلموا ولا يخبروا عن مكان
السحر ولا عن اسم من عمل السحر، بل أن بعض السحرة لعنهم الله تحصن شياطين
السحر ببعض العزائم والدعوات الكفرية التي تجعل خادم السحر يتحمل أطول مدة
ممكنة وكذلك الحال بالنسبة للسحر نفسه فبعض السحرة تدعمه بالأحجبة
والأغلفة والرصد فيكون أكثر تعقيداً .
لذلك أرى والله أعلم أنه ينبغي على المعالج أن يقرأ على المسحور بنية
إبطال السحر مع تكرار قراءة آيات السحر على المصاب والآيات التي في مضمون
معناها تعاكس أوامر السحر وبذلك يكون المعالج قد أصاب عدة مصالح :
1. إبطال السحر أو بعض عقـده وبذلك يجـد المسـحور خفـة وراحة بعـد كـل قـراءة .
2. تعذيب وحرق شياطين السحر ولـو لم ينـوي المعالج ذلك حيث أن خادم السحر
يتعذب عند قراءة آيات السحر أو القراءة بنية إبطال السـحر ، وعند تحرك
السحر وعند تفكك السحر وعند استفراغ السحر.
3. فـك ربط وسـحر شيطان السـحر فيتحرر من قيود السـحر . إن السحر إذا كان
شديداً فإنه يكبت الموكل بالسحر ، فيكون مقيد ومكبل بعقد السحر فيحول بينه
و بين سهولة الحضور ، ولا يكون هم الموكل بالسحر في هذه المرحلة إلا تنفيذ
أوامر السحر .
4. المحافظة على الوقت وعدم إضـاعته بقراءة آيات العذاب والهلاك والمـوت
والحرق التي يقتصـر تأثيرها والله اعلم على الشياطين دون الســحر .
5. السحر يحكم على خادم السحر بكراهية المسحور حتى لا يرحـمه ويبالغ في أذيته ، وفي إبطال السحر المركب أو بعضه تخفيف على المسحور .
6. إذا ما ضعف السـحر قل عناد الشيطان الموكل بالسـحر وكان التعامل معه أيسـر.
7. عدم إظهار التحدي واستثارة الشيطان. وإنه من الأمور المهمة مراعاة
نفسية المريض وإنك إذا ما تعاملت مع الجان بطريقة التحدي والإهانة والحرق
والتعذيب فإنه سوف ينزعج ويتأثر نفسياً ثم يطابق نفسيته مع نفسية المريض ،
فيخرج المريض منك وهو متعب النفسية ويبقى على هذه الحال لعدة أيام ، ما لم
يقرأ عليه ويصرف الجان عن نفسيته.
8. عدم تفلت الشيطان والانتقام من المريض .
9. ترغيب المريض على مواصلة الرقية .
10. تجريد الشيطان من السلاح الذي يستطيل به على المريض ( السحر ).
أحيانا يتطلب الحال إلى القراءة بنية الحرق ، حيث أنني لاحظت كثيراً من
الشياطين تخرج السحر عند آيات العذاب حتى لا تهلك ، أو لشدة العذاب لا
تستطيع السيطرة على السحر وإمساكه من الخروج ، وكذلك يُقرأ بنية الحرق في
حالة تمرد وتفلت الشياطين على المصاب بشكل لا يمكن الصبر عليه ، أو في
حالة متابعة الساحر وتحديه للمعالج وتجديده للسحر ، ففي هذه الحالة تكون
القراءة والدعاء والتضرع بأن يهلك الله الساحر وقواته من المردة والعفاريت
، ولكن إذا كنت تريد حرق الشيطان فينبغي أن تكون مدة القراءة طويلة ولا
تكون قرب موعد للصلاة حتى لا تتوقف عن القراءة ، لأنه في الغالب يحتاج
الراقي إلى بضع ساعات لتعذيب وحرق شياطين السحر ، فاختر الوقت المناسب
بحيث لا تخرج من الجلسة إلا وقد هلك كل جبار عنيد بإذن الله تعالى ، وأرى
أن لا يقرأ على المسحور بنية تعذيب خادم السحر في بداية العلاج وذلك أن
الشياطين قد تتفلت على المسحور وتؤذيه لسببين ، الأول أنها تعمل بدافع
السحر ومع القراءة يتبيغ ( يهيج ) السحر فيكون تأثيره أشد ، السبب الثاني
أن خادم السحر لم يضعف بعد والله أعلم
تم
شمهورش ابا الوليد